2025-08-04 10:04:45
أثار إعلان نادي كولونيا الألماني عن إصابة ثلاثة أشخاص من منسوبيه بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) موجة من القلق والتساؤلات حول مدى سلامة استئناف منافسات الدوري الألماني (البوندسليغا) في ظل استمرار انتشار الوباء. وجاءت هذه الإصابات في وقت تسعى فيه رابطة الدوري إلى إقناع الحكومة الألمانية بإمكانية استئناف المباريات خلال شهر مايو/أيار الحالي، خاصة مع تراجع أعداد الإصابات الجديدة في البلاد.

انتقادات حادة من السياسيين والخبراء
تصاعدت الانتقادات تجاه قرار استمرار تدريبات الفريق رغم اكتشاف الإصابات، حيث غرّد عضو البرلمان البارز كارل لاوترباخ، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عبر تويتر معبرًا عن قلقه: "إصابة لاعِبَين على ما أعتقد، بالإضافة إلى أحد أفراد الطاقم، ومع ذلك يستمر بقية اللاعبين في التدريب! أي شخص يمارس الرياضة تحت خطر الإصابة بكوفيد-19 يعرّض رئتيه وقلبه وكليته للتلف". وأضاف لاوترباخ، الذي يشغل أيضًا منصب أستاذ في اقتصاديات الصحة والوبائيات: "أشعر بالصدمة من تقبل اللاعبين لهذا الوضع.. كرة القدم يجب أن تكون قدوة في الالتزام بالإجراءات الوقائية".

إجراءات النادي وغياب الشفافية
من جهته، أكد نادي كولونيا أن المصابين الثلاثة لم تظهر عليهم أي أعراض، وأنهم خضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يومًا، لكنه امتنع عن الكشف عن هوياتهم أو تحديد ما إذا كان من بينهم لاعبون أساسيون، بحجة "احترام الخصوصية". وهذا الغموض زاد من حدة المخاوف، خاصة أن الفريق واصل تدريباته الجماعية دون إخضاع باقي اللاعبين والطاقم الفني للفحوصات الإلزامية أو العزل الوقائي.

تأجيل قرار الحكومة يزيد من عدم اليقين
في سياق متصل، قررت الحكومة الألمانية تأجيل البت في قرار استئناف النشاط الرياضي حتى إشعار آخر، وذلك خلال اجتماعها يوم الخميس الماضي، مما يعني أن الأندية ستضطر إلى الانتظار أسبوعًا إضافيًا قبل معرفة مصير الموسم الحالي. ويأتي هذا القرار في ظل المخاوف المتزايدة من موجة ثانية للوباء، خاصة بعد أن سجلت بعض الدول الأوروبية ارتفاعًا جديدًا في الإصابات بعد تخفيف إجراءات الإغلاق.
خيارات صعبة بين الصحة والاقتصاد
تُواجه رابطة الدوري والجهات المنظمة معضلة كبيرة، حيث إن إلغاء الموسم سيتسبب في خسائر مالية فادحة للأندية والقنوات الناقلة، بينما قد يؤدي استئناف المباريات إلى مخاطر صحية جسيمة على اللاعبين والطواقم الفنية. ويبقى السؤال الأكبر: هل يمكن تحقيق التوازن بين الحفاظ على السلامة الصحية وإنقاذ الاقتصاد الرياضي؟
في النهاية، تظل إصابات نادي كولونيا جرس إنذار يُذكّر الجميع بأن الوباء لم ينتهِ بعد، وأن أي قرار متسرّع قد يُفاقم الأزمة. ولن يكون أمام السلطات الألمانية سوى الاختيار بين خيارين، كلاهما مرير.